أرسلت لي صاحبة مشروع رسالة يملؤها الغضب والحزن والاستفزاز بأن أحد المشاريع يأخد تصاميمها بعد يومين أو ثلاثة كحد أقصى من عرضه على السوشال ميديا، ما مرت وتمر به بالطبع مستفز، وبالتأكيد أنك كصاحب مشروع مررت بذلك وتعرف تحديدا هذا الإحساس.
كان جوابي لها بشقين، وودت مشاركته معكم:
من الجهة الأولى بالطبع هناك قوانين عالمية لحماية العلامات التجارية وتصاميمها، وكذلك براءة اختراع للمنتجات الفريدة، لكن هل السعي للحلول القانونية منطقي في كل حالة تقليد؟
من مشاهدتي للكثير من المشاريع، أؤكد لك أنه في كثير من الأوقات لا تبدو الحلول القانونية منطقية، لأن سهولة نقل الأفكار وتقليدها على مواقع التواصل الاجتماعي يجعل من السيطرة على هذا الأمر صعبا، بل مستحيلا.
ومن الجهة الأخرى، وهي الأهم بنظري أن مشاعر الاستفزاز والغضب يمكن استبدالها بابتسامة ثقة عند مشاهدة أي مشروع يقلد منتجاتك أو خدماتك أو حتى محتواك، كيف يمكن لهذا أن يحصل؟
بأن تؤمن أنك تحمل مسؤولية تميز وفرادة مشروعك، نعم هذه مسؤوليتك أنت وحدك، وليس أحد أو شيء غيرك.
وذلك يكون أولا: باتخاذ خطوات عملية لتطوير مشروعك وتطوير منتجاتك حتى تكون الرائدة والأولى في أذهان العملاء الجاليين منهم والمحتملين، عندها تكون منتجاتك مميزة، سيفرق العملاء والمتابعين بين منتجاتك والمنتجات المقلدة بالسوق دون أن تبذل جهودا مضنية للقيام بذلك.
ثانيا: ينتظر منك متابعوك وعملاؤك أن تبهرهم بالإبداعات الجديدة والفريدة (غير المقلدة من السوق) كل فترة، وذلك بأن تضع بصمتك في مجالك فلو كنت رسام أو خطاط سينتظر منك عملائك اللوحات التي لم يرو فكرتها ولمستها من قبل، ولو كنت شيف حلويات سينتظر عملائك الخلطة الجديدة التي سينبهرون فيها ....
ثالثا: ينتظر منك عملاؤك أيضا أن تعرض منتجاتك بكل احترافية على مختلف قنوات التسويق، بحملات إبداعية تحمل فكرة مميزة، الذي سيساهم بالطبع بتميز مشروعك وخطواتك التطويرية بأذهان العملاء.
رابعا: تذكر بأن تقليد أحدهم يعني أنك ملهم له، وأنك تسبقه بخطوة أو خطوات في المجال فلا تدع هذا التقليد يلهيك عن الخطوات القادمة التي ترسمها لمشروعك.
أخيرا فإن العلامة التجارية وتميزها ورسوخها لدى العملاء والفئة المستهدفة هو مزيج متكامل من عدة عوامل تشمل المنتجات والتواجد الإلكتروني والواقعي وشخصية البراند وصاحبه أيضا، والتعامل ولغة التواصل ....، لذلك فإن المنتج أو الخدمة ليس السبب الوحيد للاختيار، فمثلا لو توفر نفس المنتج عند بائعين، ستختار البائع الذي يرحب بك ويهتم بك ويسمع إلى شكواك ويفهمك بما يقدم.