هل أنت خائف من البدء بمشروعك؟ إليك الحل.
تخيل أنك تقف على حافة قرار مصيري: بدء مشروعك الخاص. الخوف يسيطر عليك، والتردد يملأ قلبك. ولكن، ماذا لو أخبرتك أن هذا الخوف هو جزء من النجاح؟
الخوف هو الشعور الأبرز الذي يظهر عند أي شخص يفكر بالدخول لعالم ريادة الأعمال والمشاريع الخاصة، لأنه فعليا واحد من القرارات المصيرية بالحياة، كالزواج أو الانتقال لبلد جديد، أو إنجاب طفل جديد لهذه الحياة.
هو استثمار كبير بالنفس والوقت والحياة والجهد والمال، لذلك من المهم بهذه المرحلة أن يكون لديك تمهل مدروس وإحساس يقظ، وبنفس الوقت قدر من المخاطرة التي ربما تكون عالية، هذه المعادلة أعلم أنها بقمة الصعوبة خاصة لمن هم في بداية طريقهم لهذا العالم، لكن الوقت والتجربة كفيلة بالتعليم.
من ماذا تخاف؟
الخوف طبيعي جدا بهذه المرحلة، فالتغيير ليس بالشيء الهين على الإنسان، ووظيفة عقلك هي أن يحميك من المخاطر ومن الأمور التي قد تسبب لك المتاعب لاحقا، لذلك يلحق الخوف تردد مستمر بالقرار أو بالخطوات أو بالإقدام على هذه المرحلة.
هناك العديد من المخاوف التي تسيطر عليك الآن منها:
-- الخوف من الفشل وخسارة الوقت والجهد والبدء من جديد
-- الخوف من فقدان الأمان الحالي لديك، سواء كان وظيفة أو غيرها
-- الخوف من قدرتك على التحمل والاستمرارية
-- الخوف من الحكم المجتمعي عليك والنظرات المراقبة حولك
-- الخوف من الخسارة المالية في حال فشل المشروع أو إغلاقه
-- الخوف من الاستنزاف والثقل النفسي الذي من الممكن أن تعيش فيه
الخوف من .... الكثير من الأسباب التي تختلف من شخص لآخر
غالبيتها مخاوف مشتركة عند جميع من بدء رحلة المشروع الخاص... لا تقلق... وجود الخوف طبيعي كما ذكرت، مهمتك الآن هي أن تكون صريحا مع نفسك وتحدد ما هي مخاوفك من هذه المرحلة، كأول خطوة لتجاوزها.
كيف تتجاوز مخاوفك؟
بعد قراءتي للعديد من الكتب بهذا المجال، ومرافقتي للعشرات من رياديي الأعمال بهذه المرحلة تحديدا، أدركت أن غالبية مشاعر الخوف يمكن التغلب عليها بالثقة أكثر بنفسك وبفكرتك وقدراتك على بناء المشروع، هذا ليس بالأمر السهل... صحيح... لذلك لخّصت لك أهم الأمور التي ستمكنك من أن يكون لديك ثقة أكبر، ثم كيف تتجاوز هذه المخاوف وتمضي بشكل سلس أكثر لعالم ريادة الأعمال ولبناء مشروعك الخاص.
أولا: دافعك الشخصي
لماذا تريد البدء بمشروع خاص؟ لماذا تريد عمل هذا التغيير على الصعيد الشخصي؟
إجابتك على هذا السؤال هي الوقود الحقيقي لك في كل المراحل القادمة الصعبة منها والممتعة، بمشروعك ستعيش أيام جميلة جدا مليئة بالإنجازات الكبيرة والصغيرة، لكن أيضا ستعيش أياما من الإحباطات لن ينقذك منها سوى رؤيتك وهدفك ودافعك ورسالتك من هذا المشروع.
وضوح الرؤية هو ما سيعطيك التركيز في السعي والاستمرارية.
ابدأ بكتابة قائمة بأسبابك لبدء المشروع. ما هي المحفزات الشخصية التي تجعلك مستعدًا لهذه المخاطرة؟
ثانيا: الحاجة التي ستلبيها
طالما هناك حاجة لمشروعك، ونقصد بالحاجة هنا أن مشروعك سيقدم حلا أو سيسهل شيئا أو سيغير طريقة، وما سيفعله مشروعك تحتاجه فئة معينة، حتى لو كانت الحاجة ترفيهية أو ثانوية، المهم هو أن هناك من يريد ما يقدمه مشروعك... وهذا من أهم أسباب استمرارية ونجاح المشروع، أن هناك من يريده، وأنك اتخذت قرار البدء به لأنك عرفت هذه الحاجة وعرفت كيف تلبيها...
أما إذا كان تعريفك للحاجة أو الحل غير واضح، فهنا يجب عليك الوقوف وإعادة النظر في كل فكرة مشروعك.
ثالثا: المعرفة
هنا سلاحك الأهم لهذه المرحلة والمراحل القادمة، المعرفة هي التي ستمنحك الثقة في كل خطواتك وقراراتك ونقاشاتك، المعرفة هي من ستعطيك الوضوح والقدرة على التقاط الفرص الجديدة والمنافسة بالشكل الذي تريده بالسوق.
تحتاج أن تحصل عليها من مصادر متعمقة، ليس فقط فيديوهات ومنشورات قصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي... تحتاج للغوص بهذه المصادر لتعرف أكثر عن عالم ريادة الأعمال، وعن المنافسة بالسوق المحلي والعالمي، وعن التسويق بشكل عام ولقطاعك بشكل مخصص، وعن قصص وتجارب من سبقوك بهذا المجال.
يمكنك الاطلاع على دورة أول الطريق لمشروعي لمعرفة أوسع بالخطوات العملية التي تحتاجها
رابعا: هل فكرت يومًا ما هو تعريفك الخاص للنجاح؟ أو ماذا يعني لك الفشل؟
نعم، يحتاج كل رائد أعمال لتشكيل تعاريف خاصة للكثير من المفاهيم التي اعتدنا استقبال تعريف واحد لها والمضي قدما بحياتنا ومشاريعنا، هل فكرت يوما ما هو تعريفك الخاص بالنجاح؟، هل فكرت يوما ما هو تعريفك لتواجدك على مواقع التواصل الاجتماعي؟، هل فكرت بتعريف للإنتاجية المناسبة لك؟، هل فكرت حتى بتعريفك للعناية بالزبائن؟
كلها وغيرها مفاهيم نحتاج تشكيل تعريف خاص بنا بعد الاطلاع على تجارب وتعريف من سبقوا في هذا المجال ومن تخصصوا للتعليم بهذه المجال، لكن بالنهاية يجب أن يكون لديك تعريفك الخاص.
بهذه التعريفات الخاصة ستكون على ثقة أكبر بخطواتك وقراراتك وسيخف الضغط النفسي عليك وستزيد قدرتك على مشاركة أفكارك وآرائك لمن حولك.
كمثال، ربما تكون عند صاحبة مشروع فكرة النجاح هي بوجود فئة ذات ولاء مرتفع وعلاقة خاصة وقوية مع مشروعها، وهذا يفوق لديها النجاح بالمعنى الحسابي وهو عدد الطلبات أو حجم المبيعات... قد يكون وصولها لمكان يعرفها الناس فيه أنه الخبيرة الأولى في مجال معين، أهم عندها رقم المبيعات... وغيرها من الأمثلة.
خامسا: الخطوات المدروسة مقابل التطبيق
يجب الموازنة بشكل عام بخطواتك بين أهمية التخطيط وكتابة الأفكار ودراسة السوق وتحليله بشكل دقيق، وبين الممارسة العملية والتجربة.
تذكر دائما أن أي تخطيط يبقيك لساعات طويلة وراء المكتب أو ينتج عنه مجموعة أوراق غير عملية هو مضيعة للوقت وليس تخطيط، التخطيط الحقيقي هو من يثبتك على الأرض ويرسم لك معالم طريقك لتنطلق بأسرع وقت ممكن بخطى ثابتة.
التوازن هنا يعني أن تخطط وتطبق بنفس الوقت.
سادسا: الاستشارة
حاجتك لمستشار لن تختفي... إن لم تستعن به بالبداية للتأسيس، سيتوجب عليك في المراحل الأولى القادمة أن تستعين به، وربما بعد مرورك بمشاكل ومخاطرات مالية كنت بغنى عنها، الاستعانة بمستشار سيختصر عليك ساعات وساعات من العمل والجهد والإرهاق، هذه حقيقة لا مفر منها، لأنه ببساطة سيضعك على الطريق الصحيح الذي سيوصلك لرؤيتك ورؤية مشروعك ومستقبله، وهذا ما شاهدته مع عملائي ممن استثمروا بالتأسيس الصحيح للمشروع عن طريق خدمة انطلاق لتحويل الأفكار لمشاريع في السوق.
اطلع على خدمة انطلاق من هنا.
أخيرا فإن كل ما ذكرته سابقا ليس ليثنيك عن هدفك في البدء بمشروعك الخاص والانتقال لمرحلة وحالة جديدة في حياتك... بل هو تأكيد على فكرة أن ريادة الأعمال ليست بالشيء الهين وليست للجميع، وذلك ليس من باب أن ريادة الأعمال هي بمرتبة أعلى ومختلفة عن الوظائف وعن خيارات الحياة الأخرى.
ليست للجميع لأن الدخول لعالم المشاريع وريادة الأعمال يتطلب مخاطرة عالية... وتحمل عالي... ومرونة عالية... وهو ببساطة ليس طاقة جميع الشخصيات البشرية، لذلك فهمك لمخاوفك وشخصيتك وثقتك بنفسك ومشروعك ستعطيك الدافع للإقدام على هذه المخاطرة والبدء بالرحلة الجديدة وطريقك للحرية التي تريدها.
إذا كانت مخاوفك تمنعك من اتخاذ الخطوة الأولى، تذكر أن كل ريادي عمل مر بتلك المخاوف. حان الوقت لتجاوزها والانطلاق في مغامرتك الخاصة. ابدأ اليوم وامضي قدماً، المستقبل بانتظارك!